
اَمَّا
بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ الله اِتَّقُوْا الله وَ اعْلَمُوْا اَنَّ الله يُحِبُّ
مَكَارِمَ الْأُمُوْرِ وَ يَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ اَنْ
يَّكُوْنُوْا فِى تَكْمِيْلِ اِسْلَامِهِ وَ اِيْمَانِهِ وَ اِنَّهُ لَا يَهْدِى
الْقَوْمَ الْفَاسِقِيْنَ. وإن الله أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته،
وأيه بالمؤمنين من عباده، فقال مخبراً وآمراً تكريماً وتعظيماً {إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صل وسلِّم على عبدك المصطفى
سيدنا محمد نور الأنوار وسر الأسرار، وعلى الخليفة مِن بعده المختار وصاحبه وأنيسه
في الغار، أهل الخلافة ومستحقها بالتحقيق إمام البركة خليفة رسول الله سيدنا أبي
بكر الصديق. وعلى الناطق بالصواب، حليف المحراب، أمير المؤمنين سيدنا عمر ابن
الخطاب. وعلى الناصح لله في السر والإعلان، من استحيت منه ملائكة الرحمن، أمير
المؤمنين ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان. وعلى أخي المصطفى وابن عمه، ووليه وباب
مدينة علمه، إمام أهل المشارق والمغارب أمير المؤمنين سيدنا علي ابن أبي طالب،
وعلى الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة في الجنة، وريحانتي نبيك بنص السنة،
وأمهما الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وخديجة الكبرى، وعائشة الرضى، وأهل بيعة
العقبة، وأهل بدر، وأهل أحد، وأهل بيعة الرضوان، وأهل بيت نبيِّك الذين أذهبتَ
عنهم الرجس وطهَّرتهم تطهيراً، وعلى الصحابة الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام
وانصر المسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، وأعلِ كلمة المؤمنين، ودمِّر أعداء
الدين، اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا غدقا مجللا سحا طبقا دائما، اللهم
اسقنا غيثا لاتجعلنا من القانتين. اللهم انا بالعباد والبلاد والخلق من الأواء
والجهد والضنك مالانشكو الا اليك، اللهم انبت لنا الزرع وادر لنا الضرع واسقنا من
بركات السماء وانبت لنا من بركات الارض. اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري واكشف
عنا البلاء مالايكشفه غيرك. اللهم انانستغفرك انك كنت غفارا فارسل السماء علينا
مدرارا. يا أكرم الأكرمين يا الله.
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْ فِى
قُلُوْبَنَا غِلًّا لِلَّذِيْنَ اَمَنُوْا رَبَّنَا اِنَّكَ رَؤُوْفٌ رَّحِيْمٌ.
رَبَّنَا هَبْلَنَا مِنْ اَزْوَاجِنَا وَ ذُرِّيَّتِنَا قُرَّةَ اَعْيُنٍ وَ
اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِيْنَ اِمَامًا. ربَّنا آتنا في
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتَنا
وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب، ربنا تقبل منا إنك أنت السميعُ العليم،
وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
عِبَادَ الله! اِنَّ الله يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ وَ اِيْتَاءِ ذِى الْقُرْبَى وَ يَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَّكَّرُوْنَ
فَاذْكُرُوْا الله الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوْهُ عَلَى نِعَمِهِ
يَزِدْكُمْ وَ لَذِكْرُ اللهِ اَكْبَرُ وَ اللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ.